البوسنة تصدر مذكرة توقيف دولية بحق الزعيم الصربي ميلوراد دوديك

أصدرت السلطات البوسنية، الخميس، مذكرة توقيف دولية بحق ميلوراد دوديك، زعيم كيان "جمهورية صربسكا" الصربية، بعد اتهامه بالمساس بالنظام الدستوري، والذي يوجد حاليًا في إسرائيل.

ووفقًا لوكالة "فرانس برس"، أصدرت المحكمة مذكرة مماثلة بحق نيناد ستيفانديتش، رئيس مجلس نواب "جمهورية صربسكا"، بعد عودته إلى البوسنة في 18 مارس عقب زيارة إلى صربيا.

أكد مكتب المدعي العام أن مذكرة التوقيف جاءت بسبب "استغلال دوديك وستيفانديتش منصبيهما الرفيعين للسفر إلى الخارج، مع تجنب إجراءات مراقبة الحدود المنصوص عليها قانونًا".

اتهامات إضافية لدوديك

ووجهت السلطات اتهامات إضافية لدوديك وستيفانديتش ورئيس وزراء "جمهورية صربسكا"، رادوفان فيسكوفيتش، بمحاولة تقويض النظام الدستوري.

واصل دوديك وستيفانديتش تحدي قرار المحكمة، حيث غادرا البلاد رغم صدور مذكرات توقيف بحقهما داخل البوسنة والهرسك.

وأوضحت محكمة الدولة أن "تحركات الشخصين إلى الخارج تشير إلى إمكانية عدم امتثالهما للإجراءات القانونية"، ما استدعى إصدار مذكرة توقيف دولية، وإحالة القضية إلى الإنتربول.

خلفية الصراع السياسي 

شهدت العاصمة الصربية بلغراد ظهور ستيفانديتش في 15 مارس، فيما سافر دوديك إلى إسرائيل، الثلاثاء، لحضور مؤتمر دولي حول مكافحة معاداة السامية.

واندلعت الحرب الأهلية في البوسنة بين عامي 1992 و1995، بين القوات الصربية من جهة، والمسلمين والكروات من جهة أخرى، وانتهى الصراع باتفاق دولي قسّم البلاد إلى كيانين يتمتعان بحكم ذاتي: "جمهورية صربسكا" ذات الأغلبية الصربية، والاتحاد المسلم الكرواتي.

وقضت محكمة سراييفو،فبراير الماضي، بالسجن لمدة عام على الزعيم السياسي لصرب البوسنة ميلوراد دوديك، ومنعته من تولّي أي منصب لمدة 6 سنوات، وذلك بسبب رفضه الانصياع لقرارات الممثل الأعلى الدولي، المسؤول عن الإشراف على اتفاق السلام في البوسنة.

واعتُبرت هذه المحاكمة استثنائية، حيث لم يسبق لأي سياسي محلي أن واجه اتهامات مماثلة، كما ينظر إليها على أنها اختبار للحكومة المركزية الهشة في البوسنة، التي تتألف من كيانين يتمتعان بالحكم الذاتي، أحدهما صربي والآخر مسلم كرواتي.

قرارات الممثل الأعلى

وأكدت القاضية سينا أوزونوفيتش في أثناء تلاوة الحكم أن دوديك مذنب بارتكاب جريمة عدم تنفيذ قرارات الممثل الأعلى، لكن الزعيم الصربي، الذي تغيب عن جلسة المحكمة، رفض الحكم وهاجمه بشدة خلال تجمع حاشد في بانيا لوكا، عاصمة جمهورية صربسكا.

وقال أمام الآلاف من أنصاره: "علينا أن نضحك، لقد حُكم عليّ بالسجن لمدة عام بسبب هرائهم"، مضيفاً أنه ليس مذنباً بأي شيء، وأنه سيواصل المواجهة حتى النهاية، في حين وجّه إشارة بذيئة إلى الممثل الأعلى كريستيان شميت.